دعاء العهد (( مدخل لدراسه فنيه له ))

مدير المنتدى

ودعاء العهد من الأدعية التي تروى عن الإمام الصادق (ع) ، ولسنا هنا في تحقيق سنده ، وإنما نصب اهتمامنا على بعض الملامح الأدبية والفنية لهذا الدعاء ..
فمن الملاحظ أن هذا الدعاء محكم من الناحية الدلالية والفنية ، ويحمل مضامين عالية ، وأساليب رفيعة ، وفي هذا المقال أسلط الضوء على ملامح من ذلك في وقفات عابرة تاركاً التفاصيل لدراسة مفصلة أدعو أن أوفق لها .
وسنتناول الدراسة هذه ضمن وقفات :

أولاً : تسمية الدعاء :
عادة ما تسمى النصوص الأدبية والدينية بمفردات ترد فيها ، وتشكل المفردة / العنوان ، محورا أساسياً للنص ومرتكزاً يدور النص في فلكه ، فسورة البقرة – مثلا – سميت بهذا الاسم لورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها ، وهكذا بقية النصوص .
وسمي دعاء العهد بهذا الاسم لسببين :
1. إن مفردة العهد وردت صريحة فيه وذلك في قوله : " ... إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبدا " .
2. دلالات مفردة العهد : حيث تشكل مفردة العهد مرتكزاً ومحوراً مهماً في النص ، وفي عموم الخطاب الإسلامي والفكر الديني ، لما تتضمنه هذه المفردة من التزام وعقد لا يجوز نقضه والخروج عليه ، ولذلك جاءت النصوص مشددة على مسئوليته وتطبيقه والالتزام به ، خصوصاً العهد الالهي الذي يبرمه العبد مع ربه ، قال تعالى : " وأوفوا بعهد إذا عاهدتم " وقال : " بلى من أوفى بعهده " ، وقال : " وكان عهد مسئولا " ، بل وإن تعالى أخذ على نفسه الوفاء بالعهد ، قال تعالى : " وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم وإياي فارهبون " ، وقال :" قل اتخذتم عند عهداً فلن يخلف عهده " ، وهناك آيات عدة تكلمت عن العهد لا يسع المجال هنا لعرض مضامينها .
إذن فالعهد مفردة حيوية وهامة في النص الديني وتسمية هذا الدعاء بالعهد تفعيل عملي لهذه المفردة في واقع المؤمنين .
وإن التأكيد على خلق روحية (العهد) للإمام الحجة يصنع الشخصية المؤمنة والمناصرة لحركة الإمام وبعثته ، و المنتظرة بإخلاص ووفاء لدولته المباركة .

ثانياً : سر الأربعين :
فقد جاء في مقدمة الدعاء هذا ( من دعا إلى تعالى أربعين صباحاً بهذا الدعاء كان من أنصار قائمنا ) فلماذا النص على الأربعين صباحا ً ؟
في الواقع لدينا في النصوص الإسلامية عدة تأكيدات على عدد الأربعين ، مما يشير عن سر دفين في هذا العدد وفلسفته الوجودية وللتفاصيل يراجع مقدمة كتاب الأربعون حديثاً للإمام الخميني .

ثالثاً : توقيت الدعاء :
فهذا الدعاء يقرأ صباحاً ، ولعله يريد أن يلهمنا أن نستقبل يومنا بعهد إمامنا ، وتجديد البيعة له ، ليكون يومنا متصلاً بروحية الإمام ، وحركة نهضته المباركة ، ولتبقى أيامنا أيام وفاء وإخلاص لهذا العهد ، والعقد والبيعة التي للإمام في أعناقنا ، والتي لا ينبغي أن نحول عنها أو نزول أبداً ، وتتناسب عبارة ( صبيحة يومي هذا ) مع مفردات ( النور العظيم – بنور وجهك المنير – أشرقت به السماوات والأرضون – مشارق الأرض ) التي وردت في الدعاء حيث النور والإشراق من مظاهر الصباح .

رابعا : حركية العهد :
فمن الملاحظ أن العهد هنا ليس نظرياً فقط ، وإنما ينطلق في قوة حركية كبيرة جداً ، لتمثل حالة الانتظار العظيم للإمام ، والامتثال لأوامره ، والاستعداد التام لنصرته والاستشهاد بين يديه ، ولا يختص هذا بالحياة الدنيا وإنما يمتد لما بعد الموت " م إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي .. "
ومن العجيب في هذا الدعاء أن الحركية تجاوزت المفردات والكلمات وتجسدت في الفعل حيث نص الدعاء على أن يضرب الداعي على فخذه الأيمن بيده ثلاث مرات ويقول : " العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان " ، وهذه الضربات الحركية تمثل قمة الحركة والاستعداد والتهيؤ لنصرة الإمام ، وتخرج الداعي من الحركة في داخل المفردات إلى الحركة الجسدية المباشرة لتكون أشد وأقوى وأبلغ .
وختاماً فهذه مجرد مدخلية لدراسة تحليلية وفنية ودلالية لدعاء العهد ، ونتمنى أن نوفق لدراسة أكثر تفصيلا

» كونوا من انصار الامام المهدي (عجل) بقراءتكم دعاء العهد
» شاهد بالصور ... حادث بليغ عند مدخل المرخ
» الهلال بطل كأس ولى العهد على حساب الأهلي
» lumina ss (2), كاس ولي العهد ساحه العيد ....
» احصائيات (الأهلى X الهلال) نهائى كاس ولى العهد