من
الظلم أن
تحولوه إلى كبش
فداء للخسارة
الحملة ظالمة على «سيد عدنان» وحاسبوا جميع المقصرين للإخفاق
الوسط
واجه مدافع منتخبنا الوطني لكرة القدم سيدمحمد
عدنان حملة انتقادات شديدة في الشارع الرياضي وامتدت الى بعض الكتابات بعد إهداره ركلة الجزاء في اللقاء الحاسم لمنتخبنا ونظيره النيوزيلندي في لقاء إياب الملحق النهائي لمونديال 2010 والذي تبدد من خلاله الحلم المونديالي.
وعلى رغم إدراكنا بأهمية الفرصة الضائعة إلا أننا من
الظلم أن نعلق عليها شماعة الخسارة والإخفاق في مباراة يجب على كل فرد من متفرج وكاتب أن يحكم عقله ولو قليلا في تقييم الأمور، وأن النظرة الى الخسارة والإخفاق يجب أن تكون شاملة سواء للمسئولين الذين ارتكبوا أخطاء كبيرة ومؤثرة انعكست على وضع الفريق أو الجهاز الفني الذي كانت أخطاؤه واضحة في التعامل مع مجريات وقراءة المباراة وكذلك مسئولية جميع اللاعبين دون استثناء في مباراة كان فيها جميع اللاعبين أشبه بـ «الأشباح» وبعيدين عن أجواء اللقاء، وأنه حتى لو حسبنا ودققنا في العطاء المحدود للاعبين خلال المباراة فإننا سنلاحظ أن هناك بعض اللاعبين ارتكبوا أخطاء وأهدروا كرات وفرصا لاتقل أهمية عن ركلة الجزاء الضائعة التي من
الظلم أن نعلق عليها شماعة الخسارة في مباراة ظهر خلالها منتخبنا في أسوأ حالاته طيلة مشوار التصفيات.
ومع إدراكنا للأجواء العاطفية المشحونة السائدة في الشارع الرياضي البحريني فإننا يجب ألا ننسف جهد وعطاء اللاعب سيدمحمد
عدنان طيلة مشوار التصفيات وغيرها وطالما تألق حتى فرض حضوره ليس بمقاييسنا الكروية المحلية فظل واحدا من لاعبينا القلائل الذين حافظوا على تميزهم الاحترافي مع نادي الخور القطري للعام الخامس على التوالي فضلا عن العروض الاحترافية المتعددة التي يتلقاها بين فترة وأخرى وهو مشروع نجم بحريني مازال المشوار الكروي أمامه طويلا بل إنه من اللاعبين المرشحين ليكون أفضل لاعب آسيوي في 2009.
ولعل مايجب التوقف عنده هو أن الانتقادات والكلمات الجارحة لم تطل اللاعب فحسب بل امتدت إلى عائلة اللاعب وإخوانه وأخواته في المدرسة وصلت إلى حد التشكيك في ولاء ووطنية اللاعب الذي من خلال معرفتنا به هو من اللاعبين المخلصين و»العاطفيين» في الوقت نفسه، ومثلما ذكرت بالأمس في مقالة «هدف» بل وحتى لحظة احتساب ركلة الجزاء قلت للمدرب الوطني عادل سالم ومهاجم منتخبنا علاء حبيل خلال مشاركتنا في البرنامج التلفزيوني «الحلم المونديالي»، إنني لم أتمن تسديد سيدمحمد
عدنان للركلة بسبب ظروف وأهمية المباراة وعاطفية اللاعب حتى لوكان يعتبر المسدد الأول للركلات الجزائية في المنتخب.
وعلم أن عائلة اللاعب سيدعدنان وأهالي قرية المالكية يستنكرون حملة الهجوم الموجهة ضد ابنهم ويرفضون أن يكون هو كبش الفداء للإخفاق المونديالي، ومن لديه رغبة وجرأة النقد عليه أن يوجهها إلى جميع المتسببين من مسئولين وجهاز فني ولاعبين، كما أن هناك حملة أهلية من الكبار والشباب وحتى بعض رجال الدين في المالكية للوقوف مع اللاعب في هذه المرحلة الحرجة من أجل رفع معنوياته وتأكيد الثقة في إمكانياته الفنية وإخلاصه لوطنه وأنه لم يتمن إهدار الركلة.
وتستذكر عائلة اللاعب سيدمحمد
عدنان الوقفة الكبيرة التي تلقاها اللاعب من عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عندما حرص جلالته على الاتصال شخصيا باللاعب بعد مباراة المنتخب وترينداد توباغو في ملحق مونديال 2005 وقال له هاتفيا «ماذا أمثل لك... فقال محمد إنك الرجل الأول والقائد في البلد... فقال له حينها الملك: «إذن أنا راض عنك وإخلاصك وعطائك لمنتخب الوطن ولاتتأثر بما يقوله الآخرون».
إننا في ختام هذه السطور لاندعو إلى مجرد التعاطف مع اللاعب وعائلته بقدر مانطالب أن نكون منطقيين ومنصفين في تعاطينا مع وضع وخطأ بدر وهو من المسلمات في كرة القدم «إهدار ركلة جزاء» طالما أهدر مثلها نجوم عالميون حتى في نهائي كأس العالم أمثال باجيو ومارادونا، ومن كان يضمن أن هذه الركلة ستؤهلنا الى كأس العالم لوسجلت في واحدة ظهر خلالها منتخبنا بأسوأ حالاته وكان الأقرب الى الخسارة من الفوز.