بسم الله الرحمن الرحيم ولله الحمد .
اللهم صلّ على محمد وآله الطاهرين .
اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين .
*************
قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد :
( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )
هذه الآية تسمى بآية التطهير ، وقد نزلت في حادثة خاصة تتعلق بأهل البيت عليهم السلام ، وقد روى هذه الحادثة جميع علماء المسلمين من الشيعة والسنة .
فمن طرق الشيعة :
الشيخ محمد بن يعقوب الكليني رضي الله عنه في أصول الكافي ج 1 ص 286 - 287 :
عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس وعلي بن محمد ، عن سهل ابن زياد أبي سعيد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم " فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام) فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم عليا وأهل بيته (عليهم السلام) في كتاب الله عز و جل ؟
قال : فقال : قولوا لهم : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا ، حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسر ذلك لهم ،
ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم ، حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسر ذلك لهم ،
ونزل الحج فلم يقل لهم : طوفوا اسبوعا حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسر ذلك لهم ،
ونزلت " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " - ونزلت في علي والحسن والحسين - فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في علي : من كنت مولاه، فعلي مولاه ، وقال (صلى الله عليه وآله) اوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي ، فإني سألت الله عزوجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض ، فأعطاني ذلك وقال : لا تعلموهم فهم أعلم منكم ، وقال : إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم يبين من أهل بيته ، لادعاها آل فلان وآل فلان ، لكن الله عزوجل أنزله في كتابة تصديقا لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فكان علي والحسن والحسين وفاطمة ( عليهم السلام )، فأدخلهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تحت الكساء في بيت أم سلمة، ثم قال :
اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي، فقالت ام سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ....
وهذه الرواية صحيحة السند كما يظهر للمتتبع الحصيف .
و من طرق السنة :
مسلم في صحيحه - في باب فضائل الصحابة باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) و سلم - بسنده :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا محمد بن بشر عن زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت قالت عائشة :
خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )
ورواع الترمذي أيضاً في سننه في الجزء 5 ص 351 ، بتعليقة الشيخ الألباني ، ح رقم 3205 ،
وقال الشيخ الألباني : صحيح .
نكمل إن شاء الله .