فاطــمـــــة.. !
و ما أدراك من فاطمة ؟ !!!
شخصية إنسان تحمل طابع الأنوثه لتكون آيةً على قدرة الله البالغة و إقتداره البديع العجيب، فإن الله تعالى خلق محمداً ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ليكون آية قدرته في الأنبياء، ثم خلق منه بضعته و إبنته فاطمة الزهراء لتكون علامة و آية على قدرة الله في إبداع مخلوق أنثى تكون كتلة من الفضائل، و مجموعة من المواهب، فلقد أعطى الله تعالى فاطمة الزهراء أوفر حظ من العظمة، وأوفى نصيب من الجلالة بحيث لايمكن لأية أنثى أن تبلغ تلك المنزلة.
فهي من فصيلة أولياء الله الذين إعترفت لهم السماء بالعظمة قبل أن يعرفهم أهل الأرض، و نزلت في حقهم آيات محكمات في الذكر الحكيم، تتلى آناء الليل و أطراف النهار منذ نزولها إلى يومنا هذا، و إلى أن تقوم القيامة.
إنها فاطمة الزهراء(سلام الله عليها)، الله يثني عليها، ويرضى لرضاها و يغضب لغضبها.
ورسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) ينوِّه بعظمتها و جلالة قدرها.
وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ينظر إليها بنظر الإكبار و الإعظام.
وأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ينظرون إليها بنظر التقديس و الإحترام.
سيدة، بإسمها قامت حكومات، و تأسست عروش و بإسمها إنهارت عروش و تقوّضت حكومات. و بحبّها سوف ترى الناس يدخلون الجنّة أفواجاً. و لأجل الإنحراف عنها سيق الذين كفروا إلى جهنّم زُمرا.
و هذا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله و سلم) وهو آخذ بيدها و يقول عنها :-
"من عرف هذه فقد عرفها، و من لم يعرفها، فهي بضعة مني، هي قلبي و روحي التي بين جنبيَّ، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله".
أو قوله ( صلى الله عليه و آله و سلّم ) :- " فاطمة بضعة مني، يقضبني ما يقبضها و يبسطني ما يبسطها ".
أو قول بريدة وأبي :- أحب الناس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله و سلم ) من النساء فاطمة.....
أو حديث جميع بن عمير .. قال دخلت مع عمتي على عائشة فسألت : أيُّ الناس أحبُّ إلى رسول الله ؟!
قالت: فـــاطــمـــــة.
....
تزوَّج الرسول العظيم ( صلى الله عليه وآله و سلّم ) بالسيدة خديجة الكبرى و هو ابن خمس و عشرين سنة، وهي بنت أربعين سنة.
... و في أحدى أيام حياتهما هبط جبرئيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) فناداه يا محمد! العلي الأعلى يقراُ عليك السلام، وهو يأمرك أن تعتزل خديجة أربعين صباحاً. فشقَّ ذلك على النبي ( صلى الله عليه وآله و سلم ) و كان لها محباً ( لخديجة ) فأقام النبي أربعين يوماً يصوم النهار ويقوم الليل.
فلما كان في كمال الأربعين هبط جبرئيل فقال: يا محمد! العلي الأعلى يقرؤك السلام وهو يأمرك أن تتأهَّب لتحيَّته و تحفته.
فقال النبي (صلى الله عليه و آله و سلم ):- يا جبرئيل وما تحفة رب العالمين وما تحيَّته؟؟... فقال جبرئيل : لا علم لي.
فبينما النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) كذلك إذ هبط ميكائيل ومعه طبق مغطّى بمنديل سندس أو إستبرق، فوضعه بين يدي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) و أقبل جبرئيل ( عليه السلام ) وقال: يا محمد يأمرك ربك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام. فخلى النبي ( صلى الله عليه و آله وسلّم ) بالطعام، و كشف الطبق،فإذا عذق من رطب، و عنقود من عنب، فأكل النبي( صلى الله عليه وآله وسلّم ) منه شبعاً وشرب من الماء ريّاً، و ارتفع فاضل ( باقي ) الطعام مع الإناء إلى السماء.
ثم قام النبي ليصلي فأقبل عليه جبرئيل وقال: الصلاة محرَّمة عليك في وقتك حتى تأتي إلى منزل خديجة و تعاشرها، فإن الله ( عزّ و جلّ ) آلى ( حلف ) على نفسه أن يخلق من صلبك هذه الليلة ذريَّة طيَّبة.
فوثب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) إلى منزل خديجة،
قالت خديجة: فقمت مستبشرة بالنبي، و فتحت الباب.... و كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل المنزل دعا بالإناء فتطهر للصلاة، ثم يقوم فيصلي ركعتين يوجز فيهما، ثم يأوي إلى فراشة.
فلما كانت تلك الليلة لم يدعُ بالإناء ولم يتأهب للصلاة ... بل كان بيني وبينه ما يكون بين المرأة و بعلها، فلا و الذي سمك السماء، وأنبع الماء، ما تباعد عني النبي حتى حسست بثقل فاطمة في بطني.... إلى آخره. ( البحار ج 16/78 )
ومن جملة مزايا السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أنها كانت تكلّم ُاُمها خديجة و هي في بطنها.
و روي الدهلوي في ( تجهيز الجيش ) عن كتاب ( مدح الخلفاء الراشدين ) " أنه لما حملت خديجة بفاطمة كانت تكلمها ما في بطنها، وكانت تكتمها عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) فدخل عليها يوماً وجدها تتكلم و ليس معها غيرها، فسألها عمن كانت تخاطبه فقالت: ما في بطني، فإنه يتكلم معي.
فقال النبي ( صلى الله عليه و آله وسلم ) : أبشري يا خديجة، فهذه بنت جعلها الله اُمَّ أحد عشر من خلفائي يخرجون بعدي و بعد أبيهم ".
فلما تمَّ حملها و انقضى، وضعت فاطمةَ فأشرق بنور وجهها الفضاء....
فوقعت - حين وقعت - على الأرض ساجدة رافعة إصبعها..... و حَدَث في السماء نور زاهر، لم تره الملائكة قبل ذلك.
نستفيد من هذا الحديث أموراً :
1- إن الله تعالى أمر نبيّه أن يعتزل خديجة، وأن ينقطع عن رؤيتها لفترة حتى يزداد بها شوقاً و رغبة.
2 - اشتغاله بالمزيد من العبادة للمزيد من روحانية النفس و سموّها و تعاليها بسبب الإتصال بالعلم الأعلى.
3- إفطاره بالتحفة السماوية الطاهرة، السريعة التحول إلى النطفة بسبب لطافتها.
4- تكوّن النطفة من طعام سماوي لطيف، لا يشبه الأطعمه المادية.
5- التوجه إلى دار خديجة فوراً إستعداداً لإنتقال النطفة مع تلك المقدمات.
وقد ذكر هذا الحديث - من علماء العامة - مثل :
1- الذهبي في الاعتزال ج 2 ص 26 .
2- تلخيص المستدرك ج 3 ص 156 .
3- الخوارزمي في مقتل الحسين ص 63 - 68 .
4- العسقلاني في لسان الميزان ج 4 ص 36 .
....
فالسلام على الزهراء و ابيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها.
موضوع: مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام 
08.07.09 19:42
