قرية العكر
قيل : إنها سميت العِكْر لأنها الأصل أو لأنها أصلية في وجودها ثم حرفت بعد ذلك إلى العِكِر . وهذا ما يوافق ما جاء في لسان العرب من أن العِكْر ، بالكسر يعني الأصل . ويرى بعض أهالي القرية أنها سميت بالعَكْر لتعكر خيول عبد الملك بن مروان فيها ، ثم حرفت وسميت العِكِر . ونحن لا نميل إلى هذا الرأي ، وإن وجد دليل على دخول عبد الملك بن مروان البحرين لمحاربة أهلها ، وقد جعل سهلان بن علي على الأطراف الشرقية ، وقبر هذا الرجل الجليل موجود في قرية العكر ، وقد اتخذه أهل البحرين مزارا يتبركون به وينذرون إليه ويقصدونه من كل جانب ومكان .
ويرى آخرون أنها سميت بالعَكَر ، بفتح العين والكاف، لأنها كانت بها عيون فتعكرت ، فسميت بذلك نسبة إلى تعكر مياه عيونها . وهذا أيضا ما يوافق ما جاء في لسان العرب من أن العَكَر بالفتح هو : عكر الشراب والماء والدهن .
ولكن من خلال ما ورد على ألسنة الناس في هذه القرية وما أرجحه أنا شخصيا أنها العِكْر بالكسر : بمعنى الأصل وحرفت إلى العِكِر ، لأنها سميت بالعكر قبل اكتشاف العيون فيها ، ولأنها أصل جزيرة البحرين هذا ما توارثه الآباء الكبار ، لكن لا نعلم هل هي الأصل في تكون هذه الجزيرة ، أم الأصل في السكن أي تكون السكن منها هنا . لأننا نجد أن القرى المجاورة لم يكن فيها سكن ، وإنما نشأ بعد ذلك ، وإن أكثر العوائل المتفرقة في القرى والمدن كانت من العكر وإن كانوا قد خرجوا منها إلا إن أملاكهم لازالت موجودة فيها كعائلة الغتم .