منطقة الماحوز
سبب التسمية :
يتداولــه البعض وهو أنها سميت بذلك نظرا لكثرة الحوزات الدينية بها آنذاك إلا أننا لم نقف على ما يثبت ذلك.
ومعنى كلمة (الماحوز) كما جاء في لسان العرب تحت مادة (م.ح.ز) هو ضرب من الرياحين، وفي الحديث: بلغنا ماحوزنا قيل هو موضعهم الذي أرادوه، وأهل الشام يسمون المكان الذي بينهم وبين العدو ماحوزا، وأهل البصرة (الفاو) يسمون المكان المحجوز بين فرعي النهر (حوز)، وجاء تحت مادة (ح.و.ز) في المعجم الوسيط بمعنى ملكه وحدده يقال: حاز المال وحاز العقل والميم هنا زائدة[1]، ويقول الشيخ إبراهيم المبارك في كتابه (ماضي البحرين وحاضرها): ماحوز كناعور جنوبا عن السلمانية وفيها عين كبيرة تسمى ام الشعوم.
الماحوز جغرافيا :
كانت الماحوز فيما سبق تحوي ثلاث قرى، وهي:
(1) هرته أو هلتا، وهي المنطقة التي يقع بها قبر الفيلسوف الشهير الشيخ ميثم الماحوزي، والتي أصبحت من حيث التقسيم الحديث تبعا لمنطقة أم الحصم، وربما يكون الاسم مركب من كلمتين (هل) و(تل) ومعناها: هل التل أصبح كالهلال من بعيد؟ ونقل بعض العارفين أن معناه قلب الأسد، وكانت في هذه المنطقة عين ماء تسمى عين هرته[2] وبجانبها مسجد لا وجود له هذا اليوم.
(2) الدونج، وهي المنطقة التي يقع بها قبر المحقق الشيخ سليمان الماحوزي، ولم تزل في عصرنا اليوم ضمن منطقة الماحوز، ويقال أنها كانت مسكنا لكبار الموظفين في العهد البرتغالي[3]، وفي اللغة دَنَجَ الأمر أي أحكمه، والدُنُج بمعنى العقلاء[4]، ويقول الشيخ إبراهيم المبارك في كتابه المتقدم ذكره: دونج بضم الدال وسكون الواو وفتح النون من ماحوز.
(3) الغريفة، بضم الغين وفتح الراء، وهي تقع شرق الماحوز بجنب منطقة الجفير، والغُرَيفة تصغير غرفة، أما الغَرِيفة بفتح الغين وكسر الراء هو الشجر الكثيف الملتف[5]، وقيل أنها غير الغريفة الموجودة حاليا بل هي الواقعة غرب مركز الشرطة التابع لميناء سلمان[6]، وهناك منطقة أخرى مندثرة حاليا جنوب الشاخورة كانت تحمل نفس الاسم انتقل أهلها إلى الغريفة الحالية فسميت بنفس الإسم.
أما منطقة الماحوز حاليا وبحسب تقسيم المجمعات الحديثة فهي تقع أساسا في مجمع (334) وهو ما يسمى باللغة الدارجة (الفريج)، وتشمل من حيث التسمية مجمـع (332) ومجمع (331)، فتكون أقصى نقطة شمالا مسجد الشيخ علي والأدنى جنوبا ملعب نادي أم الحصم لكرة القدم، والأقصى شرقا المنطقة المقابلة للنادي البريطاني والأدنى غربا النادي الأهلي وما خلفه، وتقع الماحوز في موقع استراتيجي من العاصمة، فمن جهة الشرق تجد العدلية والغريفة والجفير، ومن جهة الجنوب أم الحصم، ومن جهة الغرب الزنج، ومن جهة الشمال جزء من العدلية أيضا، وتعتبر منطقة حيوية لارتباطها وقربها بأغلب مناطق البحرين وجزرها الهامة كالمحرق وسترة وقربها كذلك من ميناء سلمان.
تاريخها العلمي :
تعتبر الماحوز من القرى العلمية التي خرجت الكثير من العلماء البارزين، وإليها ينتسب العديد من العلماء الأعلام وسنتكلم عن بعضهم لاحقا، إلا أننا هنا نود الإشارة إلى شخصيات أخرى كانت لها العلاقة والصلة بالماحوز، ومن جملتهم العلامة المتبحر الشيخ يوسف آل عصفور البحراني الذي ولد بقرية الماحوز سنة 1107هـ، وكذلك كان مولد أخيه الشيخ محمد والد الشيخ حسين العلامة وذلك سنة 1112هـ، وكان والدهما الحجة الشيخ أحمد آل عصفور ساكنا فيها لملازمة الدرس عند شيخه الشيخ سليمان الماحوزي، وكانت بداية نشأة الشيخ يوسف في هذه القرية الصغيرة، إلا أن حوادث الدهر التي لا تنيم ولا تنام حالت دون بقائه فيها[7]، وممن ولد أيضا في الماحوز الشيخ سلمان بن أحمد التاجر الذي ينتسب لآل نشرة وهم ينتمون إلى الماحوز، وكان مولده حوالي عام 1307هـ، وهو أخ الشيخ محمد علي التاجر صاحب (منتظم الدرين) و(عقد اللآل في تاريخ أوال) المتوفى سنة 1387هـ، أما الشيخ سلمان فقد توفي في 20 رجب سنة 1342هـ وهو أديب وشاعر كبير[8]، وممن كان يقطن منطقة الماحوز العلامة الشيخ محمد بن سلمان الستري والد العلامة الشيخ منصور الستري، حيث كان الشيخ محمد يؤدي دوره الديني والعلمي في هذه القرية، وكان يسكن في الأرض التي بها منزل الحاج خميس بن إبراهيم الكليبي وما جاورها من أرض، وقد اشتراها الحاج جاسم بن محمد الكليبي منه عندما توفي إمام جمعة سترة وهو الشيخ عباس بن الشيخ علي رضا الستري، فجاء أحد وجهاء سترة للشيخ محمد سلمان وطلب منه الحضور لسترة وتولي المهام الدينية من قضاء وإمامة للجمعة، فلبى طلبهم، وحقق سؤلهم، وكانت وفاته عام 1340هـ في سيهات[9]، وينتسب للماحوز العديد من العلماء وقد أدرج الدكتور الشيخ علي العصفور العلماء التالية أسماؤهم ضمن علماء الماحوز وهم: الشيخ حسن الشيخ عبد الله الماحوزي، الشيخ حسين الشيخ محمد الماحوزي، الشيخ عبد الله بن علي الماحوزي، الشيخ عبد علي الشيخ حسين الماحوزي، الشيخ محمد الشيخ حسين الماحوزي، الشيخ محمد بن ماجد الماحوزي إلى جانب الشيخ سليمان الماحوزي، وسنوافيك بترجمة الشيخ سليمان الماحوزي والشيخ ميثم المبحراني عند الكلام حول (بقاع الماحوز).
معيشة سكانها :
كان أهالي منطقة الماحوز كغيرهم من أهالي جزيرة البحرين يعيشون البساطة في العيش، فتراهم يتنقلون من منطقة إلى أخرى بحسب توافر مصدر رزقهم، حيث كان الناس آنذاك تسود بينهم المودة والاحترام وصفاء القلوب أكثر من أزماننا التي طغت عليها الماديات، فكانت مهنة الفلاحة والصيد أهم تلك المهن في البحرين عموما، إضافة إلى وجود مهن أخرى كالبناء والصفارة والنسج وما إلى ذلك، وتعتبر منطقة الماحوز من الأراضي الزراعية التي تكثر فيها النخيل، وكان الناس فيما سبق يسكنون خلال فترة الشتاء في منازلهم التي يبنونها من مواد البناء البسيطة من سعف النخل والبوادكير، أما في الصيف فإنهم ينتقلون إلى الجهة الغربية من المنطقة حيث الزروع والمياه التي تخفف عنهم حرارة الجو.
إضافات
إليها العديد من العلماء قي البحرين وعلى رأسهم العلامة الشيخ كمال الدين ميثم البحراني ومنهم شيخ المشايخ وذو الشرف والمجد الشامخ العلامة الشيخ سليمان الماحوزي وكذلك الشيخ حسن بن عبد الله الماحوزي والشيخ عبد علي بن حسين الماحوزي والشيخ حسين بن محمد الماحوزي والشيخ عبد الله بن علي الماحوزي والشيخ محمد بن ماجد الماحوزي والشيخ محمد بن حسين الماحوزي كما تتشرف الماحوز أنها مسقط رأس فقيه أهل البيت وصاحب الحدائق الناظرة الشيخ يوسف العصفور البحراني رحمهم الله جميعا .تضم الماحوز في السابق ثلاث مناطق الأولى هي الدونج وهو المكان الذي مازال يضم الشيخ سليمان الماحوزي والشيخ ميثم بن المعلى الجد الشيخ ميثم المعروف أما المنطقة الثانية هي هلتا أو هرته وهي المنطقة التي تضم قبر الشيخ ميثم والمنطقة الثالثة هي الغريفة وهي الواقعة غرب مركز الشرطة التابع لميناء سلمان وليست الغريفة التي تقع بالقرب من الجفير .وقد سميت الماحوز بهذا الاسم لكثرة حوزاتها الدينية آن ذاك وقيل أن الماحوز اسم شخص نسبت المنطقة إلى اسمه والله أعلم وكان أهالي الماحوز سابقا يعملون في المزارع والغوص والصيد وبناء البيوت وكانت المنطقة تضم العديد من المزارع والعيون العذبة منها بستان المفرحة وأبو عشيرة ودولاب أبو كنان أما عن مساجدها فهي مسجد الشيخ صالح ومسجد الشيخ ميثم ومسجد الشيخ سلمان ( الكاظم ) حاليا ومسجد الشيخ سبسب ( الهادي ) حاليا ومسجد المخاضة ( الجواد ) حاليا . ويذكر أنه كان في الماحوز سبعون فقيها فضلا عن طلاب العلم أما عن مآتمها فهي مأتم الماحوز ومأتم الإمام علي (ع) ومأتم الإمام الحجة (عج) ومأتم الحاج ماجد بن عنان (ره)