عاشق الزهراء (ع) مدير المنتدى
| موضوع: قصة النبيه صالح بالبحرين 24.06.10 18:35 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الشيخ صالح النبيه يكون قبره في جزيرة (أكل) أو (سترة) جزيرة النبيه صالح
حاليّاً وأخيرا عرفت به.
كان النبيه صالح رحمه الله من الأفاضل التقاة و في زمانه كان يصلي صلاة
الجماعة خلف أحد علماء
عصره في الجزيرة نفسها , وكان يحضر صلاة الجماعة ويخرج ليلاً
.
وفي يوم من الأيام أتت زوجته و شكته عند العالم الذي يصلي خلفه, وقالت : ان
صالح يخرج من المنزل
ليلا بعد العتمة و لا يعود إلا بعد صلاة الصبح في ثلاث ليال من كل أسبوع ولا
أعلم أين يذهب طول
ليلته وإذا قلت له في ذلك يلزم الصمت ولا يرد على سؤالي له . فقال لها العالم
خيراً
فلما انتهى العالم من
صلاة المغرب والعشاء استدعى الشيخ صالح واخبره بماقالت له زوجته و أنها تشتكيه
عنده , ثم قال له : وانك تعلم
أن لها الحق في ذلك إلا أنها كانت لك زوجة غيرها , فلم يرد النبيه جوابا ,
فلما كان وقت خروجه من
بيته ليلا وقفت زوجته أمامه وقالت ألا تمتثل أمر العالم و تترك الخروج أو
تخبرني عن سبب غيابك؟ فلم
يجبها و خرج , فجاءت إلى العالم في اليوم الثاني و أخبرته , و بعد الصلاة ليلا
أحضره و أعاد عليه
السؤال ثم قال له : و أنت غير جاهل بما يترتب عليك من الجزاء شرعا , هذا و
الشيخ صالح مطأطئ
رأسه و هو ساكت , وفي المرة الثالثة هدده على عدم الامتثال و على سكوته.
فلما رجع العالم إلى منزله أخذ يفكر و يسأل نفسه عن معنى إصرار الشيخ صالح على
مواصلة خروجه
من منزله وعلى سكوته عند السؤال , ثم قال لعله يعمل شيئا لا يريد اطلاع زوجته
أو أحد به , فلما
أصبح استدعى زوجة الشيخ صالح و سألها : في أي ليلة اعتاد الخروج ؟ فأخبرته
فوقف العالم في مكان
بحيث يرى ولا يراه أحد , فجاء الشيخ صالح على عادته وهو لا يعلم حتى دخل في
المسجد الذي يكون
غربا من الجزيرة , وموقعه على ساحل البحر و يعرف عند أهل الجزيرة مسجد الغبة,
فصلى ركعتين
لاستجابة الدعاء ثم فرش إزاره على وجه ماء البحر و عبر عليه . ففعل العالم
مثله و تبعه هو الآخر على
الإزار و الشيخ صالح لم يشعر به , حتى وصل إلى الساحل الشرقي من توبلي عند
قرية جد علي . فلما
صار على اليابسة خرج و أخذ إزاره و نفضه ووضعه على كتفه و العالم يتبعه و يفعل
مثله , حتى جاء
الشيخ صالح إلى المسجد المعروف مسجد الحرم وهو أحد المساجد السبعة التي كانت
قبلتها من إرشاد أمير
المؤمنين علي ابن أبى طالب عليه السلام في عهد خلافته و يكون غرب القرية ,
وإذا بحلقة من العلماء
جلوس ينتظرون و بمجرد أن رأوه تباشروا و قالوا : جاء الشيخ ثم قالوا له : يا
شيخنا لقد أبطأت علينا
هذه الليلة ؟ فقال لهم : لشغل بدا لي , هذا و العالم يرى و يسمع كل ذلك من حيث
لا يراه أحد . ثم تقدم
الشيخ صالح وأخذ يلقي على الجماعة بحثا علميا يفوق مستوى العالم فتوقف يسمع
بحثه حتى قرب وقت
صلاة الليل فقام الشيخ صالح و من معه و تهيئوا للصلاة , فعند ذلك رجع العالم
إلى الجزيرة على
الطريقة الأولى وقد أكبر الشيخ صالح و عظم في عينه و داخله الندم على ما فعله
من التأنيب و التهديد
للشيخ صالح.
فلما جاء وقت صلاة الصبح و حضر العالم المسجد وأذن المؤذن للإعلان و العالم
جالس ينتظر فقال له
الجماعة في ذلك فسألهم عن الشيخ صالح فقالوا : لم يحضر بعد قال : ننتظره ,
فلما جاء أخبروه فدعا
وقال له تقدم وصل بنا فأبى وتواضع أمام العالم و قال : لا يجوز لي أن أتقدم
شيخنا في الصلاة فقال له:
بل أنت كفو لذلك وأني كنت معك في الليلة الماضية من أولها حتى الأخير . فلما
سمع فتح عينه مبتهرا
وقال : اطلعت على كل شيء من أمري ؟ قال : نعم . قال : ومع هذا فالصلاة إنما
أقيمت لكم , فأعاد
العالم الطلب , فلما ألح عليه قال الشيخ صالح : إذا كان ولابد فأنا أصلي (
وهمس في أذن العالم ) ولكن
إذا فرغت من الصلاة لا تبرح حتى تجهزني أنت وأصحابك , فابتهر العالم من هذا
الكلام و قال : وكيف
؟ قال : لا عليك , ثم أوصاه بما أراد.
فلما صلى دعا الله وسجد سجدة الشكر , ولما أطال سجوده حركوه وإذا هو ميت
فقاموا في تجهيزه ومشى
العالم في تشييعه بكل تبجيل واكبار, و قد اظهر هذا العالم الحزن والألم ,
ودفنوه في محل قبره الآن.
ونصب له العالم الفاتحة و تصدر المجلس و استقبل المعزين. و على أثر ذلك نذرت
إليه النساء فاستجاب
الله تعالى نذرهن ولبى دعائهن كرامة لعبده الصالح , و انتشر خبره في القرى و
المدن من البحرين و
أخذت تفد الزوار و أهل النذور إلى مرقده الشريف رحمه الله. | |
|