عاشق الزهراء (ع) مدير المنتدى
| موضوع: ألا تتنافى هذه الآية مع طول عمر إمام العصر والزمان عجل الله 13.11.10 21:03 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن نعلم ان وجود الامام الحجة سلام الله عليه وعجل فرجه وسهل مخرجه بهذا العمر الطويل هو عناية الاهية خاصة حتى يتم ظهور أمره في علم الله سبحانه وتعالى ليملأ الأرض عدلا وقسطا بعد ان ملئت ظلما وجورا وهنا يطرح سؤال حول عمره الشريف والنواميس الطبيعة والقوانين الاهية لخلق الانسان كما هو موضح من خلال الاجابة على السؤال التالي
السؤال :
قال الله جلّ جلاله في الآية 68 من سورة يس : » وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ « , كيف تنسجم هذه الآية مع طول عمر الامام صاحب العصر والزمان (عج) ؟
الجواب :
تبين الآية الكريمة المذكورة آنفاً أحد النواميس الطبيعية والقوانين الالهية , أي بعدما يبلغ الانسان حدّ التكامل الجسمي يبدأ بفقد قواه واحدة تلو الأخرى وفقاً للمسيرة الطبيعية حتى يصل الى ضعفه وعجزه في بداية حياته , إنّ منحني الضعف والقوة ما هو إلا قانون عام لكافة الموجودات الحية , حيث ستبتلى جميعاً بنفس المصيرطبقاً للمسار الطبيعي للحياة , لكن يجب الاعتراف بأن موضوع طول عمر الامام صاحب الزمان (عج) يتسم بميزة استثنائية على الرغم من أنّ سلسلة من الدراسات في العلوم الطبيعية أثبتت إمكانية تعمير الانسان الى هذا الحدّ حسب الموازين العلمية .
بعبارة أخرى : لا يستحيل أن يعمر الانسان ألف عام أو أكثر طبق المبادئ والأصول العلمية الراهنة , بدليل أنّ علماء البايولوجيا والعلوم الطبيعية عاكفون على دراسات وبحوث لإطالة عمر الانسان , وهم يزفون لنا البشرى دائماً بأنه سيأتي يوم يوفقون فيه لإطالة عمر الانسان بالطرق العلمية الحديثة الى حده الأقصى , وهذا مؤشر واضح على كون التعمير ممكناً ومعقولاً .
لكن لا يمكن الإنكار أنّ طول عمر الامام ذو طابع استثنائي ولم يتمكن الانسان من بلوغه بالطرق الطبيعية المألوفة , بناءاً على هذا أطال الله تعالى عمر أحد عباده المنتجبين بصورة متميزة ليقوم بثورة في زمن محدد ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً , ومن الواضح جداً أنّ الآية المذكورة الناظرة الى الأفراد الطبيعيين لا تشمل كذا شخص يتمتع بوضع خاص ويحظى برعاية متفاوتة عن البشر العاديين .
وباختصار إنّ الله الذي وهب الامام عمراً طويلاً خلافاً للوضع المألوف وأحياه حياة خاصة سوف يحفظه من عوارض وتبعات طول العمر المتمثلة بالضعف والعجز والتقهقر , وليس هناك أي تناف بين هذا الموضوع والآية الآنفة الذكر الناظرة الى الأشخاص العاديين .
من موقع سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي | |
|