السلام عليكم و رحمة الله
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرج مولانى الامام القائم من ال محمد
هل تعرف كل شي عن شيعة البحرين ؟
فل نبدأ.....
مقدمة البحث في تاريخ الشيعة في البحرين
إن تاريخ الشيعة في البحرين خلال فترات الاستقرار وعدمه تميز بعطاء علمي وجهادي دائم وتحد للرزايا والمصائب والنكبات التي حلت بالبحرين الكبرى التي قال عن حدودها المؤرخون : إنما سميت بالبحرين لأنها تقع بين بحر عمان وبحر فارس ، حتى لم يبقى منها إلا جزيرة أوال التي تسمى بالبحرين حالياً نتيجة المتغيرات السياسية والأطماع الخارجية. وهناك الكثير من العطاءات الفكرية والثقافية ، والكثير من رجال العلم والجهاد ، لكن موجات احتلال الطامعين قد أفنت هذه المعطيات ودمر تراث هذا البلد العريق في علمه وولائه لأهل البيت عليهم السلام، واغتصبت أراضيه.
فالبحرين لم تكن صحراء قاحلة تجوبها العواصف الرملية ، ولم يكن أهلها رحل ينتقلون من منطقة إلى أخرى ، ولم تكن أرضها جدباء متصدعة بفعل الجفاف، بل كانت خضراء كثيرة العيون والأنهار حتى كانت محط أطماع وصراع ، فقد سكنتها قبائل يزد وأياد، ثم استقلت بها قبيلة ربيعة التي تتفرع في قبيلتي عبد القيس وبكر بن وائل.
ويظهر لنا من الوثائق التاريخية أن البحرين القديمة تمتد من الكويت شمالاً إلى عمان جنوباً ومن اليمامة غرباً إلى ساحل الخليج شرقاً فهي تضم الكويت والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وقطر إلى جانب جزيرة (أوال) البحرين الحالية ، وفي سنة 256 هجري شملت البصرة أيضا ً، وتشير تلك المصادر إلى أن سكان البحرين قبل الإسلام كانوا ينتمون إلى القبائل العربية مثل قبيلة بني عبد القيس وبني بكر وبني تميم ،فكانت الواحات بيد أفرع من عبد القيس ، ثم يليهم إلى الغرب بنو بكر بن وائل ، وإلى غربيهم في البادية بنو تميم ، ثم تبعتهم جماعات عربية أخرى عبرت مياه الخليج إلى الساحل الشرقي في فترات تاريخية منتظمة.
وقبل أن يدخل الإسلام إلى المنطقة ، وبحكم غناها وثروتها واتصالاتها بالأقوام لأجل التجارة ، سكن فيها عدد محدود جداً من الفرس، إلا أن الغالبية العظمى كانت من القبائل العربية من بني ربيعة .
استقرت هذه القبائل في البحرين ، وتطورت من مجتمع القبيلة الجاهل إلى مجتمع متحضر سعى لتبني عقيدة موحدة ربما تمثلت في المسيحية التي وفدت من فلسطين على أيدي عدد من القساوسة الذين استوطنوا البحرين انتظاراً للنبي الموعود في كتبهم.
أهل البحرين يعتنقون الإسلام :
كان أهل البحرين على موعد جديد بعدما أطل القرن الأول الهجري بنور الإسلام ، واعتنقه أهلها سلما ً، فكانت البحرين ثاني منطقة تدخل الإسلام بعد المدينة المنورة، فقد توجه عمرو بن عبد القيس إلي الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في مكة المكرمة ، موفداً من قبل أمير البحرين المنذر بن عائد العبدي الذي اشتهر بلقب (الأشج) ، وذلك للإطلاع عن كثب على الدين الجديد والتحقق من علاماته التي وردت في الكتب السماوية ، ولكن الأشج لم يكن ليطمئن على الانعطافة الجديدة لشعب الجزيرة حتى وقف بنفسه على حكومة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة في السنة السابعة للهجرة، فترأس وفداً مكوناً من عشرين نفراً شقوا أمواج البحر وساروا أياماً في صحاري الجزيرة العربية وعند وصولهم أكرمهم الرسول الأعظم بلقاء خاص ، بعد أن أنزلهم في دار رملة بنت الحارث ، واستقبلهم بوحي النبوة قائلاً : (مرحباً بوفد قوم لا خزايا ولا نادمين). فقال الأشج : جئنا سلماً غير حرب ومطيعين غير عاصين، فاكتب لنا كتاباً يكون في أيدينا. فسألهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : ( تبايعوني على أنفسكم وقومكم ؟. فقالوا نعم يا رسول الله ، انك لن تزايل الرجل عن شئ أشد عليه من دينه ، نبايعك على أنفسنا وترسل معنا من يدعوهم .. فمن اتبع الإسلام كان منا.
ثم أمر الرسول الأعظم الأنصار بإكرامهم وحسن وفادتهم.
وبعد عشرة أيام من مرافقتهم للرسول الأعظم والإطلاع على أحكام الدين وتعاليمه ، قفلوا راجعين إلى البحرين التي أطلق عليهما في أحيان كثيرة (الأرض الخضراء) ، وذلك لخضرتها و أشجارها ونخيلها وعيونها وأنهارها. وقيل أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وأله وسلم ، كان على علم بطبيعة أهلها وأرضها ، وقد جعلها أحد خياراته للهجرة من مكة المكرمة ، لولا بعدها عن مكة والمياه الفاصلة بينها وأراضي الجزيرة العربية.
كانت السنة الثامنة للهجرة بداية لتحولات خطيرة رسمت المسار الأمثل لأهل البحرين باتجاه العقيدة والموقف السياسي السليم الذي نبأ به الرسول الأعظم خلال مراحل حياته. فقد أوفد عبد القيس الشريف الجارود المعلى العبدي -الذي عرف عنه بغضه لعبادة الأصنام والأوثان على عهد الجاهلية- على رأس أربعين نفراً كان من بينهم الحكيم بن جبلة العبدي الذي عاد مع الوفد إلى البحرين بعد ذلك وهو حاملاً معه مبدأ الولاية الثابتة لأمير المؤمنين علي وأهل بيته. وخلف الوفد ورائه الجارود العبدي في المدينة ليحيط إحاطة تفصيلية بالآيات القرآنية وسنة الرسول الأعظم والمسار التاريخي الذي انتهجه الرسول الأعظم وصحابته من المهاجرين والأنصار في المدينة ، ثم يعود إلى الجزيرة وأهلها مثقلاً بفيض علم النبوة والإمام.
واتمنى ان الموضوع اعجبكم