ذكريات عن المأتم و عن المناسبات الدينية في السنابس :-
1- نود أن نتعرف على نبذة مبسطة عن تاريخ المأتم من ناحية المؤسسين وتاريخ الإنشاء الأول والثاني.
لمأتم بن خميس تاريخ عريق، وهو يعتبر من أقدم المآتم الموجودة في البحرين، وقد تم إنشائه لأول مرة في عام1877 ميلادية، بما معناه أنه قد أصبح عمر المأتم من تاريخ إنشاءه حتى الآن 128 سنة، وقد تم تأسيسه من قبل الحاج أحمد بن خميس الذي توفى في العام 1941م، ثم أتى من خلفه أبنائه حيث شاركوا جميعا في إدارة المأتم وهم:
1- الحاج حسن بن خميس .
2- الحاج عيسى بن خميس .
3- الحاج محمد تقي بن خميس .
4- الحاج مهدي بن خميس .
5- الحاج جعفر بن خميس .
6- الحاج علي بن علي بن خميس .
7- الحاج حسين بن أحمد بن خميس المعروف بـ ( أبو علي ) وهو الذي عاصرته مع أخوته في الثلاثينات من القرن الماضي، وقد شهدت له الكثير من المواقف التي كان فيها المرحوم يأخذ على عاتقه زمام الأمور لإدارة هذا المأتم.
هذا بالنسبة إلى الإنشاء الأول، أما بالنسبة إلى الإنشاء الثاني فقد تم هدم المأتم وبنائه مرة أخرى من قبل الحاج ( أبو علي )، وكان ذلك في فترة قصيرة جدا لا تتجاوز الثلاثة الأشهر من سنة 1969ميلادية، حيث تم الاكتمال والانتهاء من بناء المأتم وافتتاحه من جديد في بداية السبعينات، وأنني لأذكر بأننا في تلك الفترة كنا صائمين في شهر رمضان، ولما جاء عيد الفطر اتخذنا قرارا جماعيا بهدم المأتم وبنائه من جديد، وفعلا بدأنا بعملية هدم المأتم، ثم استمر البناء حتى شهر ذي الحجة، وكان ذلك في فصل الشتاء مما سمح لنا بإقامة صلاة عيد الأضحى في المأتم وهو طور الاكتمال حيث لم يبقى إلا مسح الجدران وصباغها، وتوصيل الكهرباء حيث كنت مسئولا عن تركيبها، كما أنه قد تم الانتهاء من بناء المأتم قبل أن يأتي شهر المحرم، وكان الخطيب السيد جاسم الكربلائي هو أول خطيب يخطب على المنبر الحسيني في موسم عاشوراء بعد الإنشاء الثاني للمأتم، كما أنه قد قرأ في عامين متتاليين قبل هدم المأتم، حيث بدأت قراءته في مأتم بن خميس منذ سنة 1967 ميلادية، واستمر بالقراءة على المنبر حتى سنة 1974، أي بما يقارب سبع سنوات، فكانت سنة توقفه عن القراءة في مأتم بن خميس بعد سنة واحدة من وفاة المرحوم ( أبو علي ) الذي وافته المنية في سنة 1973ميلادية
2- من هم الذين كانوا يديرون المأتم من حيث تنسيق الخطباء والرواديد؟
لقد كان المسئول عن تنسيق الخطباء للمأتم هو المرحوم ( أبو علي )، هذا بالإضافة إلى الحاج محمد علي المرهون، والحاج جعفر بن محمد بن ناصر صاحب مأتم السمّاكين بالمنامة. و المرحوم ( أبو علي ) هو الذي أرسلني عن طريق السفر برسائل مكتوبة إلى الخطباء الموجودين في العراق، حيث كنت أقوم بتوصيل رسائله إليهم، ومازالت هذه الرسائل محفوظة لدي في المنزل، ومن ضمنها رسالة الى الشيخ عبدالوهاب الكاشي، والشيخ باقر المقدسي، والخطيب الشيخ صالح الدجيلي، والسيد جاسم الكربلائي .
وبالنسبة عن المسئول الذي كان ينظم الرواديد، فقد كان هو المرحوم الحاج ( أبو علي ) كذلك، و لم يكن هناك أحدا غيره يتحمل مسئولية ذلك، حيث كان يشرف بنفسه على الموكب الحسيني ليلا ونهارا، فقد كان يتقدم العزاء منذ خروجه من المأتم حتى وصوله للمأتم، فهو الذي كان يرشد ويوجه مسيرة الموكب من حيث السير أو الوقوف، وكانت للحاج (أبو علي) شخصيته القوية التي أهلته لإدارة المأتم لسنوات طويلة، كما كانت له الكلمة المسموعة،و قراراته غير قابلة للنقاش، وكان يتحكم في كل شي، فهو بمثابة الأب أو الكل في الكل، وكانت أوامره تنفذ فورا، ولم يكن هناك أحدا يعترض عليه، حيث كان هو الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها الموكب الحسيني للحفاظ على هيبته واستمراره.
وكان له تنظيم دقيق في ترتيب العزاء وإدارته، حيث يضع كل شخص مسئول في مكانه المناسب، فجعل هناك مشرفا يشرف على موكب التطبير، ومعه المساعدين الذين يدقون الطبول أو الذين يحملون الحبال، كما قام بتكليف البعض لكي يقوموا بالإشراف على موكب الزنجيل، هذا بالإضافة إلى إسناده لمسئولية دعم مسيرة السبايا والخيول والجمال والشبيهات إلى الأشخاص الجديرين أو القديرين للقيام بمثل هذه المهام والواجبات ، وما زال الموكب على هذه الشاكلة إلى يومنا هذا.
وبالنسبة إلى موكب العزاء، فقد كان يعتمد علي اعتمادا كليا، بحيث أنه لا يمكنه أن يستغني عن أبدا، لأنني كنت أعتبر من أشهر الرواديد في ذلك الزمان، لدرجة أنه كان يمنعني من السفر إلى العراق عند قدوم موسم المحرم، بالرغم من أن الكثيرين كانوا يسافرون من البحرين إلى كربلاء لإحياء الشعائر الحسينية في الروضة المقدسة، هذا بالإضافة إلى أنه كان دائما ما يلح علي لأخذ رخصة من شركة بابكو في العشر الأوائل من محرم من أجل إحياء موسم عاشوراء في مأتم بن خميس، وفي حالة عدم استطاعتي لأخذ الرخصة من الشركة، فقد كان يرسل لي أحد سواق التاكسي ويدعى (حسن عبدالله محمد) وهو لا يزال على قيد الحياة، وذلك لأخذي من الشركة عند انتهاء عملي لكي يوصلني للقرية قبل خروج الموكب أو بالعكس فهو لم يكن يسمح لي بالذهاب إلى العمل إلا بعد انتهاء الموكب حيث كان يؤمر صاحب التاكسي لتوصيلي إلى مقر عملي.