ذكره ( أنوار البدرين ) قائلاً :
" السيد نجيب الأديب السيد هاشم المعروف بالصيّاح الستري البحراني ، كان ( رحمه الله تعالى ) أديباً شاعراً ، له يد طولى في علم التجويد ولهذا لقب بالقارئ ، سمعت من شيخنا الثقة العلامة المرحوم الصالح الشيخ أحمد ابن المقدس الشيخ صالح ( قدس سره ) أن له كتاباً في القراءة سماه ( هداية القارئ إلى كلام البارئ ) " .
أقول : لقد اهتم علماء الشيعة بعلوم القرآن منذ قديم الزمان وكتبوا حول التفسير وعلم التجويد ومعاني لغات الآيات آلاف المجلدات ولم يكن أهتمامهم بأحاديث العترة الطاهرة من أهل بيت النبي محمد (ص) أيضاً إلا لأن لسان العترة هو المفسّر الأصوب لآيات القرآن الكريم وبذلك دفعت الشيعة تهم التحريف في القرآن وحافظوا على مفاهيمه الحقة . وهذه مكتباتهم تشهد لهم بذلك .
لقد كان السيد الستري واحداً من آلاف العلماء المهتمين بعلوم القرآن حتى لشدّة اهتمامه لقب بـ ( القارئ ) .
وإلى جانب ذلك كان ( عليه الرحمة ) شديد الولاء لأهل بيت رسول الله (ص) يؤلف قصائد في مناقبهم ومصائبهم (ع) وقد أبدع في قصيدة له رائعة يصوّر فيها لسان حال زينب (ع) وأهل بيت الحسين (ع) عند عودتهم من الشام إلى كربلاء يوم أربعينية استشهاد الإمام الحسين (ع) وأنصاره .
يقول في هذه القصيدة الغراء :
قم جدّد الحزن في العشرين من صفر *** ففيه ردّت رؤوس الآل للحفر
يا زائري بقعة أطفالهم ذبحت *** فيها خذوا تربها كحلاً إلى البصر
والهفتا لبنات الطهر يوم رنت *** إلى مصارع قتلاهنّ والحفر
رمين بالنفس من فوق النياق على *** تلك القبور بصوت ٍ هائل ٍ ذعر
فتلك تدعو حسيناً وهي لاطمة ً *** منها الخدود ودمع العين كالمطهر
وتلك تصرخ واجدّه وأبتاه *** وتلك تصرخ وايتماه في الصغر
فلو ترى أمّ كلثوم مناشدة ً *** ولهي وتلثم ترب الطفّ كالعطر
يا دافني الرأس عند الجثّة احتفظوا *** بالله لا تنفروا ترباً على القمر
لا تدفنوا الرأس إلا عند مرقده *** فإنها روضة الفردوس والزهر
لا تغسلوا الدمّ من أطراف لحيته *** خلّوا عليها خضاب الشيب والكبر
لا تخرجوا أسهماً من جسمه نشبت *** خوفاً يفور دماً يطمو على البشر
رشّوا على قبره ماءً فصاحبه *** معطّش ، بلّلوا أحشاه بالقطر
لا تدفنوا الطفل إلاّ عند والده *** فإنه لا يطيق اليتم في الصغر
لا تدفنوا عنهم العبّاس مبتعداً *** فالرأس عن جسمه حتى اليدين بري
يا راجعين السبايا قاصدين إلى *** أرض المدينة ذاك المربع الخضر
خذوا لكم من دم الأحباب تحفتكم *** وخاطبوا الجدّ هذي تحفة السّفر
وله غيرها من قصائد هادفة ومراث ٍ حزينة معبرة . لا نعلم له تاريخ ولادة ولا سنة وفاة ولكن حسب التسلسل الموجود في كتاب ( أنوار البدرين ) يكون عصره سنة ( 1256هـ ) ، تغمده الله برحمته وحشره مع جده الشهيد أبي الشهداء الحسن (ع) .
أبرز صفاته وعطائه :
الولاء والتجويد في القرآن والشعر .