ابن الشيخ محمد ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد ابن الشيخ أحمد اين العلامة الشهيد حسين العصفور .
ولد حدود سنة 1280هـ .
وهو أول من أقام صلاة الجمعة في قرية ( عالي ) وبنى جامعها المعروف وكان في عصره كثير التحرّك ، شديد المعارضة للحكومة في الثلاثينات الميلادية ، قاد مع بقية العلماء حركة الإنتفاضة الشعبية التي رفعت مطاليبها العادلة في إيجاد القضاء الإسلامي المستقل عن الحكومة والتدخلات البريطانية .
وكان معه المجاهد الشيخ الصلب الشيخ أحمد بن عبدالرضا بن حرز الجزيري الجدحفصي وكانا رغم أختلافهما في بعض المواقف صديقين متعاونين .
كتب الشيخ إبراهيم التوبلاني أنه :
" لما دخل الشيخ أحمد بن حرز المستشفى الامريكاني – الإرسالي – للعلاج من مرضه الأخير ، حاول الشيخ خلف أن ينقل الشيخ أحمد إلى بيته ويكون علاجه عنده ، إلا أنّ ظروف العلاج لم تسمح للطبيب اجابة نقله إلى بيت الشيخ خلف " .
عزلت السلطة الشيخ خلف عن منصب القضاء لأنه ( عليه الرحمة ) رفض الرضوخ للتعديلات التي فرضتها وعندما أعترضت الجماهير على عزل الشيخ أعيد إلى منصب القضاء ثم تصاعدت الأحداث فعزل الشيخ مرّة أخرى ثم أضطرت السلطة إلى أرجاعه وهكذا حتى ارتأت السلطات البريطانية أن تنفي الشيخ وتبعده عن البحرين إلى العراق اذ كان العراق تحت السيطرة البريطانية أيضاً .
توطن مدينة الكاظمية بجوار الإمام الكاظم (ع) .
وعندما هدأت الأوضاع السياسية وقمعت هذه الإنتفاضة ، سمحت الحكومة بعودة الشيخ خلف إلى البحرين أستمالة له .
إلا أن الشيخ خلف رفض المساومة حتى يلاقس الله مبيضّ الوجه ، طاهر اليدين ، أميناً لشعب البحرين .
نقل الشيخ إبراهيم التوبلاني في مخطوطه حول ما جرى في البحرين انه :
" صارت محكمة القضاة ذات أعضاء متعددة وأول من طلب للقضاء هو المرحوم الشيخ خلف ، فأمتنع عليهم ، فشدّوا عليه وكرّروا الطلب وإنّي لحاضر معه في عالي إذ جاءته هيئة الإنتخاب يرأسهم الحاج علي بن رجب ، فطلبوا منه قبوله ذلك بضراعة وخنوع ، حتى أن الحاج عبدعلي انحنى أمام الشيخ وأخذ قدم الشيخ ووضعها على رقبته وقال ( أقبل ذلك وقدمك على رقبتي ) . فامتنع الشيخ وأبى عليهم حتى يئسوا من قبوله " .
وكان هذا بعد رجوع الشيخ من تغريبه وحصوله السماح بالرجوع إلى البحرين بواسطة المندوب السامي المقيم في بغداد . فرجع إلى البحرين في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1349هـ .
ولما عاد إلى البحرين أمرته السلطة بالإقامة الجبرية في قرية ( باربار ) ، ثم رفع عنه الحصار بعد توسط بعض الوجهاء وبعد إقامة ليست طويلة سافر إلى كربلاء وتوفي بها غريباً كمقتداه الإمام الحسين الشهيد (ع) ودفن في الصحن الشريف سنة 1355هـ .
من مؤلفاته : كتاب ( الأنوار الجعفرية ) ألّفه في جواب أسئلة الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد الستراوي حول مسألة ( الحق والحقيقة ) وله كتاب ( قصد السبيل ) وكتاب ( منتخب الفوائد ) وغير ذلك .
رحمك الله يا رمز الجهاد والهجرة والصمود ، جزاك الله عن الإسلام والأمة وشعب البحرين في كل أجياله أفضل الجزاء وأحسن الذكر .
نعم ، إنّ حياة هذا العالم المجاهد ومواقفه الرافضة للضيم والمساومة كلها دروس إسلامية سوف تستلهم منها الأجيال .
أبرز صفاته وعطائه :
التفقه ، الجهاد ، التأليف .