كان عالماً فاضلاً وأبوه العلامة الشيخ حسين بن ضيف الله ( صاحب الأوراد ) . ذكره صاحب روضات الجنات في ذيل ترجمة الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق وصفه بالشيخ الأمجد العارف المتبحر .
وقد بعث إلى الشيخ يوسف مجموعة أسئلة فجمعها مع إجاباتها في كتاب سمّاه ( الأسئلة الدمستانية ) نسبة إلى قريته وله إجازة كتبها للشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي سنة 1215هـ .
قال عنه المجاهد الشيخ محمد علي العصفور في تاريخه المخطوط ما مختصره :
" وهو الفاضل البارع ، حسن الاخلاق ، طيب الأعراق ، جمع بين العلم والعمل وأحاط بالفضل المجلّل ، أذعن له العلماء وأقر بفضله العرفاء ، كان عالماً بفنون العلوم ، لا سيما علم اللغة وسائر علوم الأدب ، درس العربية عند أبيه ودرس الفقه والأحكام الشرعية عند الشيخ يوسف ( صاحب الحدائق ) .
له من التأليفات أجوبة مسائل شرعية وردته من مسلمي ( زنجبار ) الأفريقية ، مما يدل على ارتباط علماء البحرين بجزر أفريقيا ومحرومي تلك القارة البعيدة .
ومن تأليفاته ( رسالة في الأصول ) و ( رسالة في العروض ) وله كتاب ( الإجازات ) يذكر فيه تسلسل إجازاته من أستاذه ( صاحب الحدائق ) إلى الشيخ المفيد . وله ديوان شعر في مدائح النبي وأهل بيته ومراثيهم (ع) .
من جملة قصائده يشكو فيها غربته وبعده عن البحرين قالها وهو في مدينة ( كرمان ) الإيرانية :
أصبحت في كرمان اليوم محبوساً *** مبرحاً في بحار الغمّ مغموسا
مبلبل اللبّ محشو الحشا أسفا *** موزّع البال تثليثا وتسديسا
أظنّ أقليدس في الذرّ لاحظه *** فكان ذاك لشكل الترس تأسيا
معكوس موجبة الآمال أجمعها *** عكس النقيض وليس العكس معكوسا
في القلب مني هموم لا تطاق وقد *** جالت بمعترك ضنك كراديسا
فحلّ كل جزء غير منقسم *** فكذبت مدّعى أرسطا طاليسا
إني أقمت بمصر حلّ قاطنه *** عبّاد نار وضرّابو نواقيسا
لم ألق في أرضها شيئاً أسرّبه *** ولا وجدت بها درساً وتدريسا
بلى مدارس منقوشاً جوانبها *** تخالها من أصابيغ ٍ طواويسا
لقد رمتني مجانيق القضاء بها *** لأمّ رأسي تحليقاً وتنكيسا
إن أمس ذا غربة في كرمان فقد *** أمسى غريباً عليّ الطهر في طوسا
شمس الجلالة مريخ النبالة *** ميزان العدالة قسطاليس منحوسا
قطب الولاية مفتاح الدراية مصباح الهداية نور من مقابيسا
صحاح أخبار علم المصطفى جمعت *** له فكانت لكل العلم قاموسا
توارة موسى وإنجيل المسيح معاً *** في علمه قطرة في البحر لوقيسا
فمصحف البضعة الزهراء فاطمة *** تالله لا حازه موسى ولا عيسى
معان ٍ سامية تحمل لنا هذه القصيدة وفيها بيانات تاريخية كل واحدة منها تستحق التدبر والبحث لاستخراج حقائق تاريخية عديدة .
هذا ولقد انتقل إلى رحمة الخالق سنة 1240هـ
أبرز صفاته وعطائه :
الأدب والتأليف