ابن السيدمحمد ابن السيدعلي ابن سيد إسماعيل الموسوي الغريفي البحراني جاء عنه في كتاب ( معارف الرجال ) للشيخ محمد حرز الدين ( عليه الرحمة ) :
" عالم جامع وفقيه محقق بارع وكان مختصاً في علم الهيئة والحساب ومطلق العلوم الإجتماعية وله اليد الطولى في العلوم العقلية سيما علم الأصول وكان مدرساً له حلقة يحضرها الطلاب الأفاضل وشاعراً يجيد نظم الشع " .
درس عند كبار علماء النجف ، أهمهم الشيخ محمد طه نجف والشيخ محمد حسين الكاظمي .
ودرس عنده كثير من أهل الفضل ، منهم الشيخ حسن ابن الشيخ صالح الجعفري والحاج محمدحسن كبّّة والشيخ جعفر بن أحمد البديري النجفي والشيخ جعفر ذهب والسيدمحمد شبر .
وجاء في الكتاب أنّه :
" التمسه بعض علماء السنة في بغداد على أن يدرسه ( علم الهيئة ) وبعض ( الرياضيات ) فأجاب وأستمر تدريسه حوالي السنتين وفي الأثناء كان السيد الغريفي يلّوح لتلميذه السني بطلان عباداته حتى على أقوال المذاهب السنية نفسها ، إذ لم يكن هذا التلميذ يعمل بمعتقداته المنتمي لها – وأن كان في الأصل يهدف السيد هدايته – إلا أن التلميذ كان يريد طلب العلم من دون علم الدين ، فلما رأى السيد عدم تجاوبه مع الهدف أستقال من تدريسه لأن هذا التدريس أعتبره السيد وسيلة لغاية الهداية ، فما كان إلا أن توعد التلميذ أستاذه وهدّده بأن يخبر قاضي النجف المنصوب من قبل الحكومة العثمانية ويشهد عليه بأن يسبّ ( الشيخين ) ويؤمئذ كان والي بغداد متعصباً جداً يحمل طائفية منكرة ولهذا التوعيد أخفى السيد نفسه من تلميذه مدة ، فعمد الرجل وشهد عليه . وقاضي النجف يطوف على بيوت أشراف النجفيين – شكاية من السيد وتوعيداً له فذهب إليه بعض الصلحاء قائلين للقاضي بأن تصرفه يسبب هياج الناس لأنهم يؤيدون ما صنعه السيد ، فسكت القاضي وبعد أشهر ظهر السيد الغريفي في سامراء عند الإمام المجدّّد الثائر الكبير الميرزا محمد حسن الشيرازي قائد ثورة التبغ ( 1308هـ - 1890م ) بعد أيام من أقامته في سامراء أخفي السيد مرة أخرى فوصل خبر إخفائه إلى النجف .
أنذر الميرزا الشيرازي حكومة سامراء والقى عليها مسؤولية أختطاف السيد الغريفي وفي النجف أيضاً تحرك أستاذه الشيخ محمد حسين الكاظمي ، بعد أشهر جاء نبأ من المحمرة ( بوشهر ) بأن السيد وفد على أبن عمه العالم الجليل السيدعدنان المجمري ، ثم دعاه السيد ناصر ابن السيدأحمد البحراني المقيم في البصرة وأكرمه وآمن روعه ومنعه من الرجوع إلى النجف ، بقي فترة ثم أصيب بمرض وأراد أن يموت بجوار جده أمير المؤمنين علي (ع) فقدم إلى النجف وهناك أنتقل إلى رحمة الله وفسيح جنانه " .
ومن المعروف أن السيد الغريفي البحراني كان قد ناظر تلميذه السني بالإستدلال على ضوء كتاب ( أحقاق الحق ) فلما لم يجد منطقاً علمياً ليجيب السيد قام بإخبار الحكومة مما جعل الوالي يطلب هذا الكتاب أيضاً فحصلوا له على نسخة قديمة خطية ثمينة أشتروها بأضعاف الثمن ، فعرض الكتاب على قضاة البلاد العثماني في بغداد ثم أصدر أمراً بأحراق جملة من كتب الشيعة في خان العشور وفيها تفاسير القرآن الشيء الكثير ، مثل تفسير الصافي وغيره .
هذا ولقد خلّف السيد من بعده ذكرى خالدة ضمن خلود الفضيلة والتقوى ومن العلم ترك بعض علومه في صياغة شعرية ، كتاب في ( المواريث ) وآخر في ( علم المنطق ) والثالث في ( علم الهيئة والهندسة ) ومن الأولاد فابنه العلامة السيدمهدي الغريفي .
حياة جمعت العلم والإيمان والهجرة والجهاد والصبر والسعي والإصرار والمظلومية ولذلك فهو واحد من الأسوة الصالحة التي تلتزم كل أنسان بخط الهداية والفضيلة المنتصرة .
توفي رحمه الله في النجف الأشرف سنة 1321هـ وأستراح فهنيئاً له جهاده .
أبرز صفاته وعطائه :
الولاء ، الهجرة ، العلم ، الإستقامة ، الشجاعة ، التأليف .