وقد عرف واشتهر بـ ( أبي المكارم ) لأسباب نأتي لها في هذه الترجمة .
ولد في البحرين من قرية سترة وهاجر مع أبيه الشيخ عبدالله عز الدين إلى العوامية .
اثنى عليه حفيده الفاضل الشيخ سعيد الشيخ علي آل أبي المكارم في كتابه ( أعلام العوامية في القطيف ) قال عنه :
" يوسف الجمال ، وكسرى العدل وكعب الكرم ومحمد الأخلاق وعلوي القضاء والحكم .
كان سيداً من أهل السماح وإماماً من مراجع الخاصة وشاعراً من شعراء الإسلام ومؤلفاً من أهل الإتقان والتحرّر " .
وأطال في مدحه ووصف مقامه ونقل عن العلامة الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح آل طعان الستري إطراءه فيه .
كان مولد ( أبي المكارم ) سنة 1255 هـ وقالوا في مولده :
عين بدت لله ناظرة *** للخلق بعد أئمة الدين
في شهر شعبان بثالثه *** ولدوا محمد قرّة العين
وجاء في ترجمته أيضاً :
" فأصبح والكل يذكره بالفضل والمنّ ، فلم يكن له مناوٍ ولا مضاد ، إذ الكل عياله وقد دمغ الخصم بأياديه ، فأثنى عليه مخالفه كمؤالفه .
ولو رأيت مجلسه الشريف وقد ملأه البهاء والوقار لرأيت المثال المرسل والأوصياء والخلفاء والقادة العظماء .
" وهيبة الله فيه حيث جلببه *** عز الإطاعة جلباباً من اللّطف " .
كفى لأبي المكارم فيوضاته الجمّة حتى كان الإجماع عليه أنه ( رحمه الله ) أكرم من نظرته عيون معاصريه من أولي الفضل وكان يتفقد الضعفاء وقتاً بعد وقت ويأمر بالمبرّات ويعيل كثيراً منهم ، هذا غير ما له من مضيف عام مفتوح بابه على مصراعيه لا يغلق حتى ثانية من الثواني ، يشبع الجائع ويُكسى فيه العريان ويدثر ، فأصبح وأمسى ظلاًّ وارفاً على الخاص والعام والقريب والبعيد والقاضي والداني ( فما الفرع إلا عائداً لأصوله ) .
حاتم لو رآك اقبل يمشي *** خالع النعل فوق وجه ثراها
ولربما خلا المضيف ليلة من الضيف الحبيب ، فيخرج من مسجد الجماعة بعد الصلاة فلا يرى ضيفه ، فيقف على باب المسجد يسأل الله سبحانه ان يؤنسه بضيف ويثيبه بأجر وآلى على نفسه أن لا يأكل كل زادٍ وحده خالٍ من أحد أثنين ( أما ضيف وأما صدقة ) .
وأن خبره في رحلته للحجاز كيما يؤدي مناسكه الواجبة في حج بيت الله الحرام والزيارة النبوية لأشهر من نار على علم ، إذ أنه أطعم وسقى وبذل وأغنى وأعطى للحجيج فأوفى .
وكان ذلك سنة 1317هـ فكأنما هذه السنة السعيدة هي السنة التي دخل فيها الرسول (ص) مكة بالبركات والخيرات ( فهذا شعاع كان من ذلك النور ) " .
نعم أظنك أخي القارئ أنك الآن عرفت لماذا لقّب هذا العالم الربّاني الكبير بـ ( أبي المكارم ) .
ولقد أكرمه الله تعالى وأستجاب دعاءه في أن يدفن جثمانه في مدينة الرسول (ص) ، حيث مرض في سفرته تلك فمكث في المدينة قائلاً :
( لا أخرج مريضاً أو يتحقق الجوار للرسول (ص) ) .
وهكذا قبضه الله تعالى إليه عصر يوم السابع والعشرين من محرم الحرام سنة 1318هـ وعمره ثلاث وستون سنة كعمر سيده ونبيه المسمّى بأسمه رسول رب العالمين محمد بن عبدالله الأمين ، فدفن في البقيع الأقدس وكان قبره معروف حتى وقت قريب حيث أندرس في جملة ما أندرس من قبور الصالحين ، تغمده الله برحمته وأحيا ذكره .
أبرز صفاته وعطائه :
العلم والتصرف الإجتماعي والكرم والتقوى .