في البدء وأنا أقف لهذا الشهيد العظيم وقفة أجلال وتكريم فإني أقدم لروحه الشريفة أعتذاري على معلوماتي القلية جداً عن مكانته العلمية ومواقفه البطولية وظروف أستشهاده الأليم .
أعتذر له ولاحفاده وشعبه رغم الجهد الذي بذلته للحصول على أكبر حجم من المعلومات عن أبعاد شخصيته الإسلامية .
وأنا أشكر حفيده الذي معنا في المهجر وهو زميلنا القديم الحاج محمود العرب ( أدام الله عزه ) ، أضع بين يدي القراء الكرام ما توصلت إليه من المعلومات الأولية عن هذا الشهيد الغالي .
فهو من عائلة دينية عريقة كغيرها من العوائل المتديّنة في البحرين .
فتح عينيه على الحياة في قريته الأبية ( بني جمرة ) المعروفة بوقوفها وصمودها القديم ولا زالت تحافظ على نفسها الطويل ، فهي كالجمرة على أعداء الدين .
درس الشهيد أحكام الشريعة الإسلامية عند علماء البحرين العاملين وأختار المنبر الحسيني لتبليغ الفكر الإسلامي بأعتبار أن المنبر الحسيني أعلى منصّة يرتقيها العالم لبث التوعية وتغذية الناس بالروح العالية .
أشتهر الشهيد العرب بين أهل البحرين لأنه كان ( عليه الرحمة ) يعالج في خطاباته آلام الناس وينّور لهم سبل الوصول إلى النجاح .
كان الشهيد يحمل معاناة المسلمين في البحرين ويتنقل من قرية إلى قرية ويصعد المنابر ويخاطب الجماهير في المساجد بما خاطب به النبي (ص) الناس وبما قاله المعصومون من أهل بيته (ع) لعباد الله " أيها الناس أن رسول الله (ص) قال :
من رأى سلطاناً جائرا ، مستحلاً لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالأثم والعدوان ، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله .
ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمان واظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء واحلوا حرام الله وحرموا حلاله وانا أحق من غيّر " .
وكعادة الشهيد الشيخ عبدالله العرب في تنقله من قرية إلى أخرى ، فمّرة كان ذاهباً من قريته بني جمرة إلى المنامة وإذا بمجموعة من قطاع الطرق يترصّدون له في الطريق عند منطقة يقال لها ( صُليِّب ) بين قريتي ( المقابا ) و ( أبو صيبع ) فقتلوه بوحشية وشراسة قلّ مثيلها في المجازر التي أرتكبت بحق العلماء في البحرين وذلك بتاريخ 27 ذي الحجة سنة 1341هـ .
ثم عثر الناس على جثمانه الطاهر مرمياً هناك فحملوه في تشييع كبير ومواكب عزاء طويلة وهم يردّدون قصائد حسينية وهتافات شجب لمرتكبي هذه الجريمة وقيل أن بعض المؤمنين قام بالثأر وأخذ القصاص من قاتليه .
فهنيئاً للشهيد قلادة الكرامة وسلام عليه يوم ولد ويوم استجابت نفسه المطمئنة لنداء ربها ويوم يبعث حيّاً .
أبرز صفاته وعطائه :
التقوى ، الخطابة ، التصدي السياسي والإجتماعي ، الشجاعة .