عالم أديب عامل لبيب ولد سنة 1099هـ وترعرع في حوزة العلم والفضيلة .
قال عنه السيد محمد البحراني في كتاب ( تتمة الأمل ) :
" هو في أدبه وكماله وتفرده بهذا الفنّ وأستقلاله واحد زمانه ونادرة أوانه ، لم يسبق إلى ما سبق إليه ولم يشتمل على ما أشتمل عليه من فطنته وذكائه وفراسته ودهائه وملحه ونوادره وشوارده وبوادره ونكته ولطائفه وظرائفه ، فإنه أصبح في هذا الفنّ إماماً وسيداً مطاعاً وهماماً وله اليد الطولى والقدح المعلّى في الشعر والإنشاء والتصرف فيهما ، كيف وما زالت تبتهج به الليالي والأيام وتتحلّى به الشهور والأعوام ؟ إلى أن هتف به داعي الحمام وانتقل إلى دار السلام لسبع عشرة ليلة خلت من شهر صفر يوم الإثنين عند طلوع الشمس سنة 1142هـ " .
من شعره – يتشوق إلى وطنه البحرين وإخوانه – قوله :
يا نسيم الرّيح إن جئت المقاما *** فابلغن عنّي أحبّاي السلاما
بليغهم قبل ما إن تحملي *** من هداها الروض شيحاً وخزامى
سفر قد صار من أهواله *** فيه كل المستحبّات حراما
طال حتى ملّت الروح به الجسم *** والقلب به حلّ المقاما
ولقد صلّيت نحو الشرق والغرب *** وفي السير ولن أخشى الأثاما
ولعمري جاز من تطويله *** لو به صمنا وصلّينا تماما
فكأني صار قصد السدّلي *** مثل ذي القرنين في السير مراما
غربة قد عرف القلب بها *** ربه من بعدما عنه تعامى
وهي قصيدة طويلة وله شعر طويل آخر منه قوله ( رحمه الله ) :
صبوت وقد زال الصبا بجنونه *** ولم تبق إلا ما له من ديونه
فما ذنب جسمي إن أجاب ندا الصبا *** إذا كان قلبي موثقاً من رهونه
يقول العلامة البلادي صاحب ( انوار البدرين ) بعد نقله لكلام السيد أحمد البحراني هذا .
" ولم أقف له – أي للشيخ علي – على ترجمة إلا من السيد والظاهر أنه هو صاحب المسائل التي أجاب عنها الفاضل الأمجد الشيخ أحمد بن عصفور والد الشيخ يوسف في العطارة والتجارة والظاهر أنه من أهل ( جدحفص ) من البحرين والله العالم " .
يبدو – كما هو واضح – من هذا الكلام والشعر السابق أن الشيخ علي بن لطف الله البحراني كان من جملة المهاجرين الذين أبعدوا عن وطنهم وعاشوا حياة الهجرة .
هذا ما أكدته النصوص التاريخية حول هذه الأرض وأهلها الأباة .
أبرز صفاته وعطائه :
العلم والأدب والشعر