سيرة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
ملاحظة اخواني الكرام (الموضوع متعوب عليه )
و مقتبس من كتاب(فاطمة الزهراء .. من قبل الميلاد إلى بعد الاستشهاد)
تأليف عبدالعزيز عبدالله الهاشمي
حقها في فدك
1. فدك قرية بخيبر وقيل بناحية الحجاز، فيها عين ونخل أفاءها الله على نبيه[1].
2. لما انصرف رسول الله (ص) من خيبر بعث إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام فصالحوا الرسول (ص) على نصف الأرض فقبل منهم ذلك، وكان نصف فدك خالصاً لرسول الله لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب[2].
3. وقد كانت السيدة فاطمة الزهراء هي الوريثة الوحيدة الشرعية لأبيها رسول الله (ص).
4. عن أبي سعيد الخدري قال لما نزلت هذه الآية "وآت ذا القربى حقه" دعا رسول الله (ص) فاطمة (ع) فأعطاها فدكاً[3].
5. قال تعالى "ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل"[4].
6. كان مخيريق أحد بني النضير حبراً عالماً فآمن بالنبي (ص) وجعل ماله وهو سبع حوائط لرسول الله (ص) وأمواله التي أوصى بها هي بساتينه السبع وهي الدلال، وبرقة، والصافية، والمثيب، ومشربه أم ابراهيم، والأعواف، وحسنى، وأوقفها النبي (ص) على خصوص فاطمة (ع) وكان يأخذ منها لأضيافه وحوائجه، وعند وفاتها أوصت بهذه البساتين وكل ما كان لها من مال إلى أمير المؤمنين (ع)[5].
7. ومن جملة ما غنمه المسلمون أموال يهود خيبر فأخذ النبي (ص) سهمه وسهم ذي القربى وأعطى المسلمين سهامهم. "واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل".
8. كانت المقاسم على أموال خيبر على الشق ونطاه والكتيبة فكانت الشق ونطاه في سهام المسلمين، وكانت الكتيبة خمس لله عز وجل وخمس النبي (ص) وسهم ذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل[6].
9. أخذ أبو بكر بعد موت النبي الأكرم (ص) الحوائط السبعة وفدك وحق الزهراء (ع) في خمس خيبر[7].
10. منع أبو بكر بني هاشم من الخمس وجعلهم كغيرهم من يتامى المسلمين ومساكينهم وأبناء السبيل منه[8].
11. منع أبو بكر فاطمة (ع) وبني هاشم سهم ذوي القربى وجعله في سبيل الله في السلاح والكراع[9].
12. عن عائشة أن فاطمة (ع) بنت النبي (ص) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله (ص) - إلى أن قالت فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة (ع) منها شيئاً فوجدت (أي غضبت) فاطمة (ع) على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت. فلما توفيت دفنها زوجها علي (ع) ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر[10].
13. لما تولى أبو بكر الخلافة أرسل من ينتزع فدك من فاطمة (ع) فنازعته في ذلك ولما طلب منها البينة على النحلة قيل عليه أنه الغريم لها فتكون عليه البينة، ولا تطلب البينة من ذي اليد على ما في يده بالضرورة من الدين. وأما شهادة علي (ع) وأم أيمن فهي على وجه التبرع والاستظهار وإلزام أبي بكر لفاطمة بالإشهاد. وأن علياً (ع) شهد لفاطمة (ع) بأن النبي (ص) أعطاها فدكاً، فأسقطوا شهادته بحجة أنه يريد الفائدة لنفسه أو بحجة نقص الشهود. وشهد أبو بكر أن ميراث النبي (ص) فيء للمسلمين فقبلوا شهادته، فلماذا هذه التفرقة في الشهادتين؟
14. قال رسول الله (ص) في حق علي (ع) "علي الفاروق بين الحق والباطل"[11].
15. قال رسول الله (ص) أيضاً "علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض"[12].
16. كان أبو بكر يعلم صدق الزهراء (ع) في كل ما تقوله فهي ابنة الصادق الأمين (ع) وقد سمع من رسول الله (ص) الكثير من الأحاديث التي تدل على نقاء وصفاء وأمانة الزهراء (ع) ولكنه فعل ذلك ولم يعطها حقها لأنه لو أعطاها فدكاً وصدقها في كل شيء فمعنى ذلك أنها إذا قالت أن حق الخلافة لزوجها علي (ع) فيجب عليه أن يسلمه الخلافة لمن أوصى به النبي (ص) وهو علي (ع) لأنها صادقة ولا تحتاج إلى بينة.
17. إن فاطمة (ع) جاءت إلى أبي بكر وهو على المنبر فقالت يا أبا بكر أفي كتاب الله أن ترثك ابنتك ولا أرث أبي؟ فاستعبر أبو بكر باكياً ثم نزل فكتب لها فدك، ودخل عليه عمر فقال ما هذا؟ فقال كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها، فقال عمر من ماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى؟ ثم أخذ عمر الكتاب فشقه[13].
18. لما ولي عمر بن عبد العزيز رد فدك على ولد فاطمة (ع) وكتب إلى واليه على المدينة أبي بكر بن حزم يأمره بذلك.. قال وإذا ورد عليك كتابي هذا فاقسمها في ولد فاطمة من علي والسلام[14]. فلما ولي يزيد بن عبدالملك قبض فدك من ولد فاطمة (ع)، فلم تزل في يد بني أمية حتى ولي أبو العباس السفاح فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فكان هو القيم عليها يفرقها في ولد علي (ع)، فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو حسن قبضها منهم، فلم ولي ابنه المهدي أعادها عليهم، ثم قبضها موسى الهادي ومن بعده إلى أيام المأمون فجاءه رسول بني علي فطالب بها، فأمر أن يسجل لهم بها فكتب السجل وقرئ على المأمون، فقام دعبل